|
هاجر البغداديّ عام 1356/1937 إلى الشّام، بعد اشتراكه في أحداث الثّورة الفلسطينيّة. واستقرّ في دمشق حيث تلقى علوم القرآن عند كبار علماء الشّام في ذلك الوقت، كما وروى الحديث عن محمّد الديراني تلميذ الشيخ بدر الدين الحسني "المحدّث الأكبر". تلقّى العهد الصّوفيّ من شيخه الحاجّ صالح السّرغينيّ الـمغربيّ (المتوفّى عام 1370/1951)، كما أجازه الـمحدّث محمد حبيب الله الشنقيطيّ (المتوفّى عام 1362/1944) بالطّريقة القادريّة مع قراءة الورد والـمصافحة والـمشابكة. في بداية الأربعينيّات من القرن الـماضي رجع البغداديّ إلى القدس، واستقر في حي عقبة الصّوّانة شرقيّ القدس، وأقام في حيّ الطور معملاً صغيرًا لإصلاح الأحذية. في بداية الخمسينيّات تولى البغداديّ مشيخة الطّريقة القادريّة في فلسطين، فاهتمّ كثيرًا بملازمة الـمسجد الأقصى ودوام زيارته والصّلاة والاعتكاف فيه، كما أوصى الـمريدين بهذا الأمر. واعتاد أن يعتكف اللّيالي الأخيرة من شهر رمضان فيه. وقد تولّى في أواخر السّتّينيّات إمامة مسجد سلمان الفارسي في جبل الزّيتون شرقيّ القدس، يصفه الـمريدون أنّه كان إنسانًا متواضعًا فقد كان يجالس الفقراء ويطعم الـمجاذيب بيده. توفّي البغداديّ في القدس في 2423 ذي الـحجّة 1415/ أيّار (مايو) 1995، وقد أجاز عبد السّلام حسين مناصرة شيخًا للطّريقة القادريّة بعده، وما زالت أسرة البغداديّ تعيش في حيّ عقبة الصّوّانة شرقيّ القدس. لم يكن البغداديّ مرشدًا للطريقة القادريّة فحسب، بل كان إنسانًا يعيش تجربة صوفيّة عميقة، وقد حظي – كما يقول – بتجلّيات روحيّة، ووصل إلى مقام الـمعرفة والـمعراج الرّوحيّ. بالإضافة إلى إرشاد الـمريدين وتسليكهم في الطّريقة الصّوفيّة، قام البغداديّ بتأليف عدد من الكتب التي شرح فيها تصوّره الصّوفيّ. وقد عالجت كتبه: التّصوّف، وتفسير القرآن الكريم، التّجلّيات الرّوحيّة. كما ترك ديوان شعر في مدح النّبيّ محمّد ﷺ وفي التّصوّف. من هذه المؤلفات: دستور الولاية ومراقي العناية أو مطلب السالك ونجاة الهالك: في هذا الكتاب حاول البغداديّ أن يضع تصوّرًا لأسس التّجربة الصّوفيّة، كما حاول أن يجمع التفسيرات الـمختلفة لـمصطلحات التّصوّف والـمقامات والأحوال. هذا الكتاب يعتبر مرشدًا صامتًا للمريد من شأنه أن يعرّفه بخصال السّوء والشّر وكيف ينزعها من النّفس البشريّة، وأن توصل الـمريد الصّوفيّ إلى الكمال أو الولاية. رسالة التبيان أو الدّرر في عصمة أبي البشر (آدم): البغداديّ يناقش في هذا الكتاب مسألة الخطأ الذي وقع فيه آدم ، وهو الأكل من الشجرة، كما ويتعرّض لـمسألة عصمة الأنبياء. فآدم حسب الـعقيدة الإسلاميّة يعتبر أوّل الأنبياء، وقد حاول البغداديّ أن يفسّر الآيات القرآنيّة التي تنسب الخطأ لآدم تفسيرًا يخرجه من دائرة الخطأ. رسالة الدّرّ الـمكنون في شرح فواتح القرآن الـمصون: الطّابع العامّ لهذه الرّسالة هو تفسيريّ، فهذه الرّسالة تعالج مسألة تفسير فواتح السّور، وللبغداديّ رأي خاصّ في تفسير هذه الآيات بعد أن يسوق لنا بعض تفسيرات سابقيه. بغية العاشقين في مدح سيد الـمرسلين ﷺ: وهو ديوان شعر. يذكر الـمريدون أنّ البغداديّ كان شاعرًا، وديوانه هذا الذي صدر بعناية أحد تلاميذ البغداديّ وهو الشيخ عبد الـملك العمريّ ; (المتوفّى عام 1429/2008)، يعتبر صدىً عذبًا لـمواجيده الصّوفيّة. وفيه يتطرّق البغداديّ إلى مدح النّبيّ محمّد ، والتجلّيات الرّوحية التي حظي بها، كما ويتطرّق إلى مدح الطّريقة القادريّة، والشّيخ عبد القادر الجيلانيّ، ويذكر فضائل مدينة القدس. شرح صيغ الصّلوات على سيّد السّادات ﷺ: في هذا الكتاب يفسّر البغداديّ تسع عشرة صيغة صلاة على النبيّ محمّد ﷺ، المذكورة في كتابه النّفحات القدسيّة في الصّلاة على خير البريّة. وهي نموذج للتّجلّيات الرّوحيّة التي يذكر البغداديّ أنه حظي بها بعد معرفته للحقيقة المحمّديّة. == Big text 抄文引用元・出典: フリー百科事典『 ウィキペディア（Wikipedia）』 ■ウィキペディアで「محمد هاشم البغدادي」の詳細全文を読む スポンサード リンク
|